( حقيقة الإنسان من خلال القرآن )
صفحة 1 من اصل 1
03052013
( حقيقة الإنسان من خلال القرآن )
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾
( سورة المعارج )
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾
( سورة التين )
﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾
( سورة المدثر )
آياتٌ كثيرة تبيّن أن الإنسان قبل أن يعرِف الله عز وجل له صفاتٌ، وله سَقَطَات، وفيه ضَعْفٌ شديد، وفيه حرصٌ بالغ، وفيه شُحٌ قاتل، وفيه خَوْفٌ وهلع، أما إذا عرف الله عز وجل، وعرف منهجه، واستقام على أمره فله خصائص أخرى.
يا أيها الإخوة الأكارم... الإنسان في القرآن الكريم، جَحودٌ كَنودٌ، كَفور، هذه كلماتٌ وردت في وصف الإنسان قبل أن يؤمن، جحودٌ، كنودٌ، كفور، إن أصابته نعمةٌ أعرض، ونأى بجانبه، أعرض عن الله، واستغنى عنه، وكفر بأنْعُم الله عليه، وزعم أن ما أصابه من نعمةٍ أو غنىً كان بعلمه..
﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾
( سورة القصص: من آية " 78 " )
إذا جلست إلى بعض الناس يتحدثون لك عن واقعهم، يؤكِّدون هذا المعنى ؛ عنده خبرة، تَعِبَ على نفسه، كان يَقِظاً، أوتي خبرةً واسعةً في هذا الموضوع، فإذا أصابه الله بنعمة، أكرمه بالغنى، أكرمه بالصحة، أكرمه بدخلٍ يكفيه عزا هذا إلى ذكائه، وإلى خبرته، وإلى قدرته، وإلى حيطَته، وإلى ما إلى ذلك، ونسي ربه، إذاً إذا أصابته نعمةٌ أو غنى عزا هذا إلى علمه، وسعيه، ومهارته، وحذقه، وحسن تدبيره.
﴿وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوساً﴾
( سورة الإسراء )
متضجراً، حزيناً، متسخِّطاً، يائساً، قنوطاً، زاعماً أن الله لم يعطه في الحياة ما يستحق، شاكّاً بعدالة الله عز وجل، شاكّاً بحكمة الله عز وجل، المقولة التي يقولها عامة الناس: إنّ الله عز وجل يعطي الحلاوة لمن ليس له أضراس، هذه من هذا القبيل، فحينما تشك بعدالة الله عز وجل، أو حينما تشك بحكمته، فهذا من جهل الإنسان، وإذا وقع في مأزقٍ حرجٍ، وأحاطت به المخاوف من كل جهةٍ لجأ إلى الله، ودعاه دعاءً عريضاً، ورفع صوته بالدعاء، يسأله، ويُعاهده أن يكون من الشاكرين.
فإذا استجاب الله له ورحمه ونجاه، نقض عهده، وأخذ يعلل نجاته بأسبابٍ أرضية، وعاد إلى سيرته الأولى.
آياتٌ كثيرةٌ جداً تزيد عن ثلاثين آية وردت في القرآن الكريم، تصوّر حياة الإنسان وقد نسي ربه، وتعامل مع غرائزه، تعامل مع بيئته، مع محيطه، من دون علمٍ بالله عز وجل، فإذا هو في تناقُضٍ عجيب، وإذا هو بين الفرح الذي يُسقط عدالته، وبين الحُزن الذي يقضي على معنوياته، بين فرحٍ وبين يأسٍ، بين انحرافٍ وبين إسراف.
يا أيها الإخوة الأكارم... الإنسان إن لم يعرف الله عز وجل لَعِبَتْ به غرائزه، ونظر إلى لحظته الراهنة، وهذا من ضعف تفكير الإنسان، أن يعيش لحظته، هذه نظرةٌ ماديةٌ قاتمةٌ جداً ؛ أن تعيش لحظتك، أما المؤمن يعيش مستقبله، يُهَيِّئ نفسه للقاء الله عز وجل، يعد العدة ليوم الحساب، يهيّئ عملاً صالحاً يلقى الله به، يهيئ لكل موقفٍ جواباً، يُعِدُّ لكل خِطَّةٍ حساباً، هذا هو المؤمن.
أما الذي يعيش لحظته هذا من علائم الغفلة عن الله عز وجل، فحبه لذاته، وتنوّع غرائزه، وتعامله مع الأسباب التي خلقها الله عز وجل مع غفلته عن المُسَبِّب، هذه تسبب له هذا الوصف القرآني الدقيق الذي أشار القرآن إليه.
... وصفٌ دقيق في القرآن الكريم لحالة الإنسان قبل أن يعرف الله عز وجل، فإذا انطبقت هذه الأوصاف على إنسانٍ فليحذر، لأنها من صفات ضعاف الإيمان، أو فاقدي الإيمان قال تعالى:
﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً﴾
( سورة هود : من آية " 9 " )
الرحمة مطلقة أيها الإخوة، الصحة رحمة، أن يكون لك دخلٌ يكفيك هذه رحمة، أن يكون لك أولادٌ بين يديك هذه رحمة، أن تكون لك زوجة تَسْكُن إليها هذه رحمة، أن تكون لك سمعةٌ طيبة في المجتمع هذه رحمة.
﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ﴾
( سورة هود )
هذا هو ضعيف الإيمان، أو من خلا قلبه من الإيمان، عند المصائب لا يثق برحمة الله عز وجل، كأنّه يرى المُصيبة أكبر من قدرة الله عز وجل، فاليأس والقنوط يلازمان الكفر، وفي الحدّ الأدنى ضعف اليقين.
﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ﴾
( سورة هود )
أيْ إذا أنعم الله عليه ثانيةً بنعمةٍ كان قد فقدها، ينسى الله عز وجل، ويفرح فرحاً يخرجه عن طاعته لله عز وجل.
أيها الإخوة الأكارم... المؤمن لا يُخرجه فرحه عن طاعة الله، ولا يخرجه سَخَطُه عن طاعة الله، لكن بعض الناس يعبدون الله على حرف..
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾
(سورة الحج)
ولكن الله جل جلاله وهو الحكيم العليم يستثني فيقول:
﴿إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾
( سورة هود )
فهذا سؤالٌ كبير: أين أنا من هؤلاء الذين إذا أصابهم الله برحمةٍ ثم نزعت منهم إنهم يائسون ؟ أم من الذي صبروا وعملوا الصالحات والذين كما قال الله عز وجل:
( سورة المعارج )
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾
( سورة التين )
﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾
( سورة المدثر )
آياتٌ كثيرة تبيّن أن الإنسان قبل أن يعرِف الله عز وجل له صفاتٌ، وله سَقَطَات، وفيه ضَعْفٌ شديد، وفيه حرصٌ بالغ، وفيه شُحٌ قاتل، وفيه خَوْفٌ وهلع، أما إذا عرف الله عز وجل، وعرف منهجه، واستقام على أمره فله خصائص أخرى.
يا أيها الإخوة الأكارم... الإنسان في القرآن الكريم، جَحودٌ كَنودٌ، كَفور، هذه كلماتٌ وردت في وصف الإنسان قبل أن يؤمن، جحودٌ، كنودٌ، كفور، إن أصابته نعمةٌ أعرض، ونأى بجانبه، أعرض عن الله، واستغنى عنه، وكفر بأنْعُم الله عليه، وزعم أن ما أصابه من نعمةٍ أو غنىً كان بعلمه..
﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾
( سورة القصص: من آية " 78 " )
إذا جلست إلى بعض الناس يتحدثون لك عن واقعهم، يؤكِّدون هذا المعنى ؛ عنده خبرة، تَعِبَ على نفسه، كان يَقِظاً، أوتي خبرةً واسعةً في هذا الموضوع، فإذا أصابه الله بنعمة، أكرمه بالغنى، أكرمه بالصحة، أكرمه بدخلٍ يكفيه عزا هذا إلى ذكائه، وإلى خبرته، وإلى قدرته، وإلى حيطَته، وإلى ما إلى ذلك، ونسي ربه، إذاً إذا أصابته نعمةٌ أو غنى عزا هذا إلى علمه، وسعيه، ومهارته، وحذقه، وحسن تدبيره.
﴿وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوساً﴾
( سورة الإسراء )
متضجراً، حزيناً، متسخِّطاً، يائساً، قنوطاً، زاعماً أن الله لم يعطه في الحياة ما يستحق، شاكّاً بعدالة الله عز وجل، شاكّاً بحكمة الله عز وجل، المقولة التي يقولها عامة الناس: إنّ الله عز وجل يعطي الحلاوة لمن ليس له أضراس، هذه من هذا القبيل، فحينما تشك بعدالة الله عز وجل، أو حينما تشك بحكمته، فهذا من جهل الإنسان، وإذا وقع في مأزقٍ حرجٍ، وأحاطت به المخاوف من كل جهةٍ لجأ إلى الله، ودعاه دعاءً عريضاً، ورفع صوته بالدعاء، يسأله، ويُعاهده أن يكون من الشاكرين.
فإذا استجاب الله له ورحمه ونجاه، نقض عهده، وأخذ يعلل نجاته بأسبابٍ أرضية، وعاد إلى سيرته الأولى.
آياتٌ كثيرةٌ جداً تزيد عن ثلاثين آية وردت في القرآن الكريم، تصوّر حياة الإنسان وقد نسي ربه، وتعامل مع غرائزه، تعامل مع بيئته، مع محيطه، من دون علمٍ بالله عز وجل، فإذا هو في تناقُضٍ عجيب، وإذا هو بين الفرح الذي يُسقط عدالته، وبين الحُزن الذي يقضي على معنوياته، بين فرحٍ وبين يأسٍ، بين انحرافٍ وبين إسراف.
يا أيها الإخوة الأكارم... الإنسان إن لم يعرف الله عز وجل لَعِبَتْ به غرائزه، ونظر إلى لحظته الراهنة، وهذا من ضعف تفكير الإنسان، أن يعيش لحظته، هذه نظرةٌ ماديةٌ قاتمةٌ جداً ؛ أن تعيش لحظتك، أما المؤمن يعيش مستقبله، يُهَيِّئ نفسه للقاء الله عز وجل، يعد العدة ليوم الحساب، يهيّئ عملاً صالحاً يلقى الله به، يهيئ لكل موقفٍ جواباً، يُعِدُّ لكل خِطَّةٍ حساباً، هذا هو المؤمن.
أما الذي يعيش لحظته هذا من علائم الغفلة عن الله عز وجل، فحبه لذاته، وتنوّع غرائزه، وتعامله مع الأسباب التي خلقها الله عز وجل مع غفلته عن المُسَبِّب، هذه تسبب له هذا الوصف القرآني الدقيق الذي أشار القرآن إليه.
... وصفٌ دقيق في القرآن الكريم لحالة الإنسان قبل أن يعرف الله عز وجل، فإذا انطبقت هذه الأوصاف على إنسانٍ فليحذر، لأنها من صفات ضعاف الإيمان، أو فاقدي الإيمان قال تعالى:
﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً﴾
( سورة هود : من آية " 9 " )
الرحمة مطلقة أيها الإخوة، الصحة رحمة، أن يكون لك دخلٌ يكفيك هذه رحمة، أن يكون لك أولادٌ بين يديك هذه رحمة، أن تكون لك زوجة تَسْكُن إليها هذه رحمة، أن تكون لك سمعةٌ طيبة في المجتمع هذه رحمة.
﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ﴾
( سورة هود )
هذا هو ضعيف الإيمان، أو من خلا قلبه من الإيمان، عند المصائب لا يثق برحمة الله عز وجل، كأنّه يرى المُصيبة أكبر من قدرة الله عز وجل، فاليأس والقنوط يلازمان الكفر، وفي الحدّ الأدنى ضعف اليقين.
﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ﴾
( سورة هود )
أيْ إذا أنعم الله عليه ثانيةً بنعمةٍ كان قد فقدها، ينسى الله عز وجل، ويفرح فرحاً يخرجه عن طاعته لله عز وجل.
أيها الإخوة الأكارم... المؤمن لا يُخرجه فرحه عن طاعة الله، ولا يخرجه سَخَطُه عن طاعة الله، لكن بعض الناس يعبدون الله على حرف..
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾
(سورة الحج)
ولكن الله جل جلاله وهو الحكيم العليم يستثني فيقول:
﴿إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾
( سورة هود )
فهذا سؤالٌ كبير: أين أنا من هؤلاء الذين إذا أصابهم الله برحمةٍ ثم نزعت منهم إنهم يائسون ؟ أم من الذي صبروا وعملوا الصالحات والذين كما قال الله عز وجل:
مواضيع مماثلة
» موقع القصة في القرآن الكريم:قصة لقمان
» أهمية القصص فى القرآن
» مقاصد سور القرآن الكريم
» قصة ذو القرنين مع يأجوج ومأجوج في القرآن
» موقع القصة في القرآن الكريم:
» أهمية القصص فى القرآن
» مقاصد سور القرآن الكريم
» قصة ذو القرنين مع يأجوج ومأجوج في القرآن
» موقع القصة في القرآن الكريم:
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى