قصة سيدنا موسى

بــــسم الله الرحمن الرحيم

محاضراتنا المرة دى عن اطول قصة موجودة فى القرأن ، والقصة عبارة عن ربع القرأن لأن سور كتير بتتكلم بالتفصيل عن قصة سيدنا موسى منها ( سورة القصص – سورة طه – سورة الشعراء – البقرة ...... )
تقريبا القصة بتشمل ربع القرأن وبتفسر ربع القرأن ، يعنى انا بقدملكم فرصة انكم تفهموا ربع القرأن ، عشان كدا هدفى ان احنا نفهم القرأن ونحبه ونمشى عليه ونحسه ونستشعره ونصلح اخلاقنا بيه ويبقى هو خلقنا وطريقة حياتنا من خلال القرأن عامة ومن خلال قصة سيدنا موسى خاصة وناخد القيم والدروس اللى فيها ونعيشها ونفهمها ونحبها ونطبقها فى حياتنا كلها .

فى ناس كتير عندها حاجز ما بينها وبين القرأن الكريم ، وفى ناس كتير بتقول انها مش عارفة تفهم القرأن وأنها لغة صعبة عليها للفهم ، فربنا سبحانه وتعالى اختار القصة كوسيلة سهلة ومناسبة وشيقة لكل الأجناس والأعمار ، وربنا غرس فى الجنس البشرى حب القصة لأنها شيقة وجذابة
فجعل الله عز وجل ثلث القرأن كله قصص ، وربع القرأن متمثل فى قصة سيدنا موسى ، وقصص أخرى .

فالقصة فى القرأن هى المعبر التى تمر من عليه عشان تفهم القرأن
فأول ما تبدأ تفهم القصص فتقول ( الله ) دا القرأن جميل قوى وبدأت افهمه
فتحب القرأن وتمشى عليه وتنفذ كل مافيه فتصبح من العظماء .

فالقصة هى الطريقة العملية والسهلة اللى ربنا اختارها لتوصيل افكار القرأن والكبرى والمعانى الكبيرة اللى فيها والدروس والمواعظ اللى فيها زى ( التوحيد – لا إله إلا الله – اسماء الله الحسنى وغيرها ) كل دا هنفهمه من خلال القصة فى القرأن ان شاء الله .

فاحنا هنعيش مع بعض قصة سيدنا موسى وبنى اسرائيل ، وهى أطول قصة فى القرأن وهى ربع القرأن ، وذكرت فى ( 45 – 50 سورة ) ، وعدد سور القرأن ( 114 ) – ( 50 منهم ) لقصة سيدنا موسى عليه السلام .

على فكرة سيدنا موسى ذكر فى القرأن ( 136 مرة ) ، فهو اكثر نبى ذكر فى القرأن ، وسيدنا موسى غالى قوى على ربنا ، دا هو كليم الله ومن أولى العزم من الرسل .

ومن اهداف قصة سيدنا موسى ان احنا نحب سيدنا موسى :

قال الله سبحانه وتعالى له :
{... وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} (طه:39)

وقال الله سبحانه وتعالى له :

{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} (طه:41)

- فقصة سيدنا موسى غالية قوى وغنية قوى ومليئة بالأحداث ومليانة قيم وكل محاضرة ان شاء الله هنركز فيها على قيمة معينة وهنعيش معاها ونستفيد من القصة ومن القيمة فى واقعنا الحالى .

بداية القصة فى مصر على ضفاف النيل وهناك بدأت القصة من زمن بعيد :

القصة حصلت سنة ( 1200 ) ق . م يعنى قبل ميلاد سيدنا عيسى بـ ( 1200 سنة ) ، وبين سيدنا عيسى والنبى عليه الصلاة والسلام ( 600 سنة ) ، يبقى القصة بينا وبينها قد ايه ( 3200 ) سنة
ويا ترى الأحداث اللى فيها حصلت من ( 3000 سنة ) ق . م ، ولا حصلت دلوقتى من كتر ما القيم والأحداث متشابهة .

طب العالم كان عامل ازاى :

كان العالم مختلف تماما عن العالم اللى احنا عايشين فيه دلوقتى ، كان العالم عبارة عن آسيا وأفريقيا فقط ، عالم ما قبل أوربا وأمريكا
وكانت مصر هى مركز العالم دا ومركز الحضارة والثقافة والقوة والثروة
( الفلوس فى مصر – الثقافة فى مصر – القوة العسكرية فى مصر
الحضارة فى مصر )

وكانت مصر فيها علماء من طراز نادر جدا ، علماء مش موجودين وعلومهم لم تكتشف إلى الأن كـ ( علم التحنيط والكيمياء – علم فن الرسم على المعابد والجدران – علم البناء والمعمار والأهرامات )
يعنى لو جايزة نوبل كانت معروفة وقتها كانت مصر حصدت فى ذلك الوقت
( 90% ) من جوائز نوبل .

لكن بالرغم من كل اللى فيها دا من عظمة وقوة وحضارة إلا أنه كان ينقصها حاجتين كبار أساسيتين ( الإيمان – العدل ) وعشان كدا القصة دى أكتر قصة اتكررت فى القرأن وعشان كدا القصة دى ربع القرأن ، لأان أهم أساسين يقوم عليهم بناء الأمم وإصلاح الأمم هما ( الإيمان – العدل ) .

وبطل قصتنا قادم عشان الحاجتين دول ، فهو بطل الحرية ، هو نصير الغلابة والمظلومين ، بطل قصتنا طالع من قلب مصر ، وكانت مصر فيها نوعين من الناس عايشين فيها ( الناس اللى فوق – الناس اللى تحت ) .

- الناس اللى تحت كان اسمهم ( بنى اسرائيل ) :

وكانوا عايشين زى العبيد ومحرومين من كل الحقوق وكانوا بيسموا عبيد بالفعل رغم أنهم أحرار مش عبيد ، وكانوا عايشين فى أكواخ بائسة على ضفاف النيل ، وكانوا عايشين حياة فقيرة جداً .

- الناس اللى فوق كان ليهم كل الحقوق وبيتمتعوا بكل ما يحتاجه الإنسان السعيد من مقومات .

وكانت عاصمة مصر فى الوقت دا مدينة اسمها ( برعمسيس ) ودى كانت عاصمة العالم فى الوقت دا ، ودى كانت عاملة زى ( لندن – بغداد ) أيام الحضارة الإسلامية والعباسية ، وبطل قصتنا طالع منها وأحداث القصة بدأت فيها واستمرت فيها .

سبب التسمية لـ ( برعمسيس ) :

هى أصلا كلمة مصرية قديمة معناها ( برع ) ـــــــ بيت الإله رع المتمثل فى رمسيس ، وكانت المدينة دى مكانها دلوقتى ( قطمير ) فى الزقازيق بمحافظة الشرقية بمصر ، وكان النيل بيوصل لغاية المدينة دى لما كانت فروع النيل كتيرة جدا فى الوقت دا ، وكان قصر فرعون فى وسط أشجار بتطل على النيل ، والمدينة دى دلوقتى مبقاش عندها النيل ومبقاش بيوصل ليها النيل .

وكان هناك ناسين ، ناس عايشة على النيل وناس برضه عايشة على النيل
بس ناس عايشة على النيل فى قصور ، وناس عايشة على النيل فى اكواخ بائسة .

وفى كوخ من الأكواخ الفقيرة البائسة اللى موجودة على شط النيل فى هذه المدينة ، كان فى عائلة عايشة ، وكانت الأم حامل فى الشهر الرابع
وهى اسمها ( يوكابيد ) ومتزوجة رجل اسمه ( عمران ) وعندها ولد وبنت
البنت الكبيرة شابة فى ( 18 – 20 ) من عمرها واسمها ( مريم )
الابن الصغير اسمه ( هارون ) ، والأم حامل فى مولود هيأتى بعد عدة أشهر ودا هيكون بطل قصتنا .
بداية القصة وأول مشهد من قصتنا :

بداية القصة فى حى من أحياء بنى اسرائيل ، فى سكون الليل فى وسط حى بنى اسرائيل وهما نايمين ، وفى منتصف الليل فجأة انقطع السكون على صوت صراخ رهيب لامرأة ، صوت الصراخ ملأ كل الحى ، صوت مرعب هيستيرى ، استيقظ الناس وبدأو يجروا على مصدر الصوت ومكان الصوت ، وتفاجأوا ان الصوت طالعمن بيت من بيوت بنى اسرائيل ووجدوا جنود راكبين عربات تجرها الخيول طالعين بيجروا من البيت دا .

طب إيه اللى دخل الجنود هنا ؟

ولقوا أحد الجنود ماسك سكين بتقطر دم فبدأ الناس يجروا على مصدر الدم
ولقوا بيت من البيوت تحته عند باب البيت قطرات من الدم ، فدخل الناس ووجدوا المرأة بتصرخ وبتبكى ، فطلعت امرأة لسه مخلفة من شهرين وفجأة ، دخل الجنود البيت وأزاحوا زوجها
وسألوها : أنتى خلفتى فقالت : أيوا
فقالوا لها : اين ابنك فقالت لهم : ليه

وجابت الولد فإذا بالجندى يأخذ الطفل ويطلع سكين ويذبح الولد أمام عينين امه ووالده ، وبعد كدا يتركوا الأم ويخرجوا ، واتصدمت الأم واتصدم كل بنى اسرئيل واتصدم الحى ، طب ايه اللى حصل ، وليه عملوا كدا ، ومين وراء الجريمة البشعة دى ، هل وراءها جندى مجنون أم هى جريمة منظمة

فسألت بنى اسرائيل اصحاب البيت وقالولهم : انتوا عملتوا ايه عشان يعملوا فيكم كدا

( تخيلوا أم يذبح ابنها امام عينيها وهو طفل رضيع تخيلوا الصدمة عاملة ازاى وتخيلوا المأساة وجرم وبشاعة الموقف عامل إزاى )

تانى يوم الصبح :

بدأت بنى اسرائيل فى التجمع عشان يناقشوا الموضوع دا ، وسألوا نفسهم نشتكى ولا لأ ، نبلغ فرعون ونقول اللى حصل ولا نسكت .
العجيب انهم خافوا يشتكوا وقالوا نسكت أحسن يحصل فينا أكتر من كدا
وبكدا مع المشهد الأول تظهر أول صفة فى قصتنا وهى ( الذل )
فالذل مخلاش عندهم ولا قطرة نخوة حتى وعيالهم بتذبح قدامهم برضه لسه خايفين .

بعد أسبوع :

حصلت نفس القصة طفل أخر ذكر مش بنت بيذبح فى بيت تانى ، بس الجديد فى البيت التانى دا حاجة غريبة :

أن الأم لما دخلوا عليها عشان ياخدوا ابنها الذكر كانت مخلفة توأم فقام الجنود وأخذوا الولد الذكر وذبحوه أمام عينين أمه فإذا بالمرأة تجرى على البنت خايفة عليها أحسن الجنود يذبحوها ، فيضحك الجندى ويقولها :
متخفيش عندنا تعليمات أن احنا مش نقرب للبنت عايزينها لما تكبر

وفى الأسبوع الثالث :

تكررت نفس الجريمة فى بيت تانى بس المرة دى عملوا حاجة جديدة بعد ما دخلوا بيت تانى وذبحوا الولد أخدوه ورموه فى النيل وغرق الطفل الرضيع فى النيل بعد ما ذبح ( شايفين البشاعة عاملة ازاى )

بعد شهر :

وصل عدد الأطفال اللى غرقوا ( 10 أطفال ) – عشر بيوت – عشر أمهات
تخيلوا الرعب اللى عاشت فيه البيوت دى والأمهات دى وحالتهم عاملة ازاى بعد الجريمة الوحشية دى ، والعجيبة ان اللى حصل فيهم زمان فى بنى اسرائيل تلف الأيام ويعملوا كدا دلوقتى فى فلسطين والأطفال الصغيرة .

تخيلوا يا جماعة عشر بيوت فيها عشر أطفال مذبوحين تخيلوا حالة أهاليهم عاملة ازاى ، ويبدأ أهل الحى يتناقشوا فى اللى بيحصل واللى حصل من الجنود .

هل هى جريمة منظمة – أم هل هو جندى مجنون اللى عمل كدا – ولا هل دا تطهير عرقى ، وبدأ ييجى فى دماغ بنى اسرائيل ليه بيحصل كدا فيهم ؟

فدا مش ظلم دا أكثر من الظلم ، فاحنا فى كل محاضرة بنقول قيمة من القيم وكل مرة هنختار قيمة ونركز عليها طول المحاضرة .

قيمة النهاردة ( أيقظ فطرتك ) ، طب ايه هى الفطرة ؟

الفطرة هى بذرة الحق اللى غرسها ربنا فى كل قلب بشرى ، جرس إنذار جوا القلب ربنا حاطه جوانا ، وخذ شديد ألم شديد لما تشوف ظلم أو وحشية ، ختم ربنا ختمه على قلب كل واحد ، والختم دا موجود جوا كل قلب عمره ما يطلع أبداً على اختلاف كل البشرية وأديانهم وجنسياتهم ، جهاز ربنا حاطه جوا القلب يضطرب عند الظلم الشديد وعند الوحشية ، جهاز ربنا خلقه جوانا .

الفطرة دى كل ما تقرب من الحق تهدى وتستريح وجسمك يستريح ، وكل ما تقرب من الظلم الشديد والوحشية تضطرب وتتصلب وتنتفض وتغضب والفطرة دى ربنا خلقها جوانا وربنا خالقها جوانا كدا .

وربنا لم يتدخل فى قتل الأولاد بوحشية لأنه لو تدخل وقتها يبقى بمعجزة
إيه بقى قيمة الفطرة اللى زرعها ربنا جوانا وهى أصلا معجزة من ربنا ( الفطرة ) كان الله سبحانه وتعالى لو تدخل ببطشه هيبقى إيه قيمة الفطرة جوانا ، وكأن من خلق ربنا وعظمته أن استيقظى يا فطرة لما تكون فيه اى حاجة غلط ، فانتى يا فطرة معجزة من ربنا موجودة جوانا فى كل وقت .

وكانت أول النجاح وأول التحرر من الذل ناس عندهم فطر استيقظت ، وبدأت بنى اسرائيل يفوقوا وبدأوا يستيقظوا ، فربنا سبحانه وتعالى طلع من وسطهم نبى صاحب فطرة مستيقظة أنقذهم كلهم كان اسمه ( سيدنا موسى ) كليم الله عز وجل وكان أكثر فطرة مستيقظة .

ايه اللى حصل بعد كدا ؟

بنى اسرائيل بعد اللى حصلهم بدأوا يفكروا نعمل مأتم ولا لأ ، وبدأوا يسألوا الحى التانى لأنهم كانوا منقسمين إلى حيين وأيضا كان حصل برضه فى الحى الثانى ، فقررت بنى اسرائيل أنهم يعملوا مأتم لأكبر مجزرة بشرية
وعلى فكرة دا كان أخر مأتم هيتعمل لأن عدد الأطفال الرضع اللى اتذبحوا وصلوا لألف طفل .

- طب مين المجرم الحقيقى ؟
- ليه نفذ الجريمة دى ؟
- وإيه الأسباب للجريمة ؟

كل دا هنعرفه فى المحاضرة القادمة
ان شاء الله

قصة سيدنا موسى

قصة سيدنا موسى

قصة سيدنا موسى :: تعاليق