http://abdeallha-ghoni.ucoz.com/
<html dir="rtl"><head><title>WELCOME</title>
<meta http-equiv="Content-Type" content="text/html; charset=utf-8">
<meta http-equiv="refresh" content="1; url=/index.htm">
<style type="text/css">
BODY {margin: 0 auto;text-align: center;direction: rtl;BACKGROUND-COLOR: #ece9d8};
.a1:link{color:#9F9F9F}.a1:visited{color:#9F9F9F}.a1:hover{color:#9F9F9F};</style></head>
<body><div align="center">
<br><br><br><br><br><br>
<table cellpadding="0" cellspacing="0" border="0">
<br><BR>
<tr><td width="639">
<img height="13" alt=""
src="https://i.servimg.com/u/f88/13/18/50/92/border11.gif" width="639"
border="0"></td></tr></table>
<table cellpadding="0" cellspacing="0" border="0"
style="BORDER-RIGHT: #aca899 1px solid; BORDER-LEFT: #aca899 1px
solid"><tr>
<td bgcolor="#ffffff" width="635"><div align="center">
<table cellpadding="5" cellspacing="9" border="0">
<tbody><tr><td><div align="center">
<font face=Arial size=4 color="#000000"><b>
أهلا بك مرة اخرى ... نتمنى ان تكون في تمام الصفحة والعافية
<br>
<font color="#C0C0C0">
يرجى الانتظار ليتم تحويلك الى المنتدى
</font><br><a href=/index.htm class=a1>اذا كنت لاتحب الانتظار إضغط هنا</a>
</b></font>
</div></td>
</td></tr></table></div></td></tr></tbody><table></table>
<table cellpadding="0" cellspacing="0" border="0">
<tr><td>
<img src="https://i.servimg.com/u/f88/13/18/50/92/border10.gif"
width="639" border="0" height="13" alt=""></td></tr>
</table><div align="center"><font size="1" face="Tahoma" color="#aca899">
</font></div></div></form></body></html>


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

http://abdeallha-ghoni.ucoz.com/
<html dir="rtl"><head><title>WELCOME</title>
<meta http-equiv="Content-Type" content="text/html; charset=utf-8">
<meta http-equiv="refresh" content="1; url=/index.htm">
<style type="text/css">
BODY {margin: 0 auto;text-align: center;direction: rtl;BACKGROUND-COLOR: #ece9d8};
.a1:link{color:#9F9F9F}.a1:visited{color:#9F9F9F}.a1:hover{color:#9F9F9F};</style></head>
<body><div align="center">
<br><br><br><br><br><br>
<table cellpadding="0" cellspacing="0" border="0">
<br><BR>
<tr><td width="639">
<img height="13" alt=""
src="https://i.servimg.com/u/f88/13/18/50/92/border11.gif" width="639"
border="0"></td></tr></table>
<table cellpadding="0" cellspacing="0" border="0"
style="BORDER-RIGHT: #aca899 1px solid; BORDER-LEFT: #aca899 1px
solid"><tr>
<td bgcolor="#ffffff" width="635"><div align="center">
<table cellpadding="5" cellspacing="9" border="0">
<tbody><tr><td><div align="center">
<font face=Arial size=4 color="#000000"><b>
أهلا بك مرة اخرى ... نتمنى ان تكون في تمام الصفحة والعافية
<br>
<font color="#C0C0C0">
يرجى الانتظار ليتم تحويلك الى المنتدى
</font><br><a href=/index.htm class=a1>اذا كنت لاتحب الانتظار إضغط هنا</a>
</b></font>
</div></td>
</td></tr></table></div></td></tr></tbody><table></table>
<table cellpadding="0" cellspacing="0" border="0">
<tr><td>
<img src="https://i.servimg.com/u/f88/13/18/50/92/border10.gif"
width="639" border="0" height="13" alt=""></td></tr>
</table><div align="center"><font size="1" face="Tahoma" color="#aca899">
</font></div></div></form></body></html>
http://abdeallha-ghoni.ucoz.com/
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مثل نوره كمشكاة فيها مصباح : المشكاة هي أرض فلسطين المباركة

اذهب الى الأسفل

مثل نوره كمشكاة فيها مصباح : المشكاة هي أرض فلسطين المباركة Empty مثل نوره كمشكاة فيها مصباح : المشكاة هي أرض فلسطين المباركة

مُساهمة من طرف abdeallha الثلاثاء فبراير 26, 2013 11:09 pm


مثل نوره كمشكاة فيها مصباح : المشكاة هي أرض فلسطين المباركة


بسم الله الرحمن الرحيم


أبين في هذا المقال أن مثل نور الله تباركت أسمائه وتلألأت أنواره الذي جاء في الآية الخامسة والثلاثين من سورة النور:



اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، مَثَلُ نُورِهِ كمشكاة فِيهَا مِصْبَاحٌ، الْمِصْبَاحُ فى زُجَاجَةٍ، الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ، نُّورٌ عَلى نُورٍ، يَهْدِى اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ، وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ، وَاللهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ {35}


هو أرض فلسطين المباركة وما حولها ...


فتستهل سورة النور بقوله تعالى:


سُورَةٌ أَنزَلْناهَا وَفَرَضْناهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آياتٍ بَيِّناتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {1} الزَّانِيَةُ وَالزَّانى فَاجْلِدُوا كُلَّ واحد مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فى دِينِ اللهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الـءـاخر وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ {2}



غُمُوضٌ شديدٌ في سورةِ النور وتناقضٌ مُحيِّر. فاسمُها {النور} والذي من معانيه التقَدَّسُ والطهارةُ، ولكنها تُسْتهَلُ في الآيةِ الثانيةِ منها بأحكامِ الزنا، وفي آخرها تتحدث عن استخلاف الأرض! فأيُّ تعارضٍ صارخٍ؟ وما الحكمةُ منه؟



فمن مُستهلِ السورةِ إلى منتصفها جاء الحديثُ عن موضوع الفاحشةِ وأحكامِها وعن حادث الإفك المُتصلِ بالموضوع وهو الذي رُميت به عائشة رضي الله عنها. ثم جاء ذِكرُ أمورٍ عديدةٍ تتعلقُ بالفاحشة وطُرقِ إزالتها وأسبابها ومنافذها. ولكن بعد ذلك فجأة وفي قرابةِ النصف الثاني للسورة تأتي آية 35 وهي آيةُ النور العظيمة: اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، ...!



فيحتارُ المرءُ هنا من الانقلاب الواضح في السياق. ثم بدءاً من الآية 55 فُتِحَ موضوع استخلاف الأرض: وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِى الْأَرْضِ ... فالله تعالى تناول قضية الزنا والإفك ثم قضية نور السموات والأرض، ثم آية الاستخلاف العظيمة. فلماذا؟ وما هي الصلة بين هذه المواضيع؟



كما تُستهلُ السورة بـ :


سُورَةٌ أَنزَلْناهَا وَفَرَضْناهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّناتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {النور: 1}



وهذه السُورةُ الوحيدةُ من المُصحفِ والتي تُسْتهَلُ بكلمة {سُورة} فلمَ؟



كما أنَّها سورةٌ منزلةٌ ومفروضةٌ من عنده تعالى كغيرها من السور فلماذا ذُكِرَ فيها أنَّها "مفروضة" من دون غيرها من السور ... أليست السورُ الأخرى مفروضةً أيضاً؟

كما إنَّ مفردات وعباراتِ السورةِ تختص بالبيان والوضوح والتجلي بما لا نظير له في القرآن. فقد جاء ذكرُ الـ {آياتٍ بَيِّناتٍ} في ستِ مراتٍ في السورةِ كما يلي:


الآية الأولى: سُورَةٌ أَنزَلْنهَا وَفَرَضْناهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّناتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)

ثم في الآية 18: وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)

ثم في الآية 34 : وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُّبَيِّناتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34)

ثم في الآية 46 : لَقَدْ أَنزَلْنَا آياتٍ مُّبَيِّناتٍ وَاللهُ يَهْدى مَن يَشَاء إِلى صِراطٍ مُّسْتَقِيمٍ (46)

ثم آخر الآية 58 : .... كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)

وأخيراً في آخر الآية 61 : ... كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون (61) ...




وفي إشارةٍ إلى نور الظهيرة الوهَّاج:

وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمـءـانُ مَاءً ... {39}

فالسرابُ يحدث في الظهيرة وعندما يكون النورُ شديداً ...

وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ ... {58}

وجاء ذكرُ "أولي الأبصار"، وهم الذين يرون الأشياء بوضوح وبيانٍ تام:

يُقَلِّبُ اللهُ الَّيلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلى الْأَبْصارِ {44} ...




ثمَّ تأمل في التكرار المثير للعبارات الخاصة بالشهادة بشكلٍ ملفت للنظر في السورة:

... وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا ... {النور: 2} ... ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ... وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ... {النور: 4} ... وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْشُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَتٍ ... {6} ... أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَشَهَادَتٍ بِاللهِ ... {8} ... لَولا جَاءُو عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ، فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ... {النور: 13} ... يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ ... {24} ...



وذلك لأنَّ الشهادة بحدِّ ذاتها تعني الوضوح والبيان. ففي الحديث النبوي الشريف أشار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الشمس وقال:على مثلها فاشهد. أي يجب أنْ تكون متأكداً من شهادتك كما أنَّك ترى الشمس عياناً بياناً ...


كما ترددت كلمات النور وما يرادفها في المعنى في السورة (بما في ذلك اسمها وآيةُ النور العظيمة) : ... وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ{40} ... يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبصار {43}


فكلمة {النور} أو أحدَ تصاريفِها {نُور، نُورَه، بِنورِ، نُوراً، نُورَهم، نُورَكم، نُورَنا، بِنُورِهم} وردتْ 43 مرةً في المُصحفِ كما يلي: النور (7)، الحديد (6)، المائدة (4)، البقرة والأنعام (3)، التوبة، إبراهيم، الزمر، الصف، والتحريم (2) ومرة واحِدة في كُلٍّ من النساء، الأعراف، يونس، الرعد، الأحزاب، فاطر، الشورى، التغابن، الطلاق، نوح.

أي إنَّ سُورةَ النور حازت على أكبر عدد منها ...




وترددَ اسمه تعالى الـ {عَلِيمٌ} فيها كثيراً في إشارةٍ أيضاً إلى النور: وَاللهُعَلِيمٌ حَكِيمٌ {النور : 18} ... وَاللهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ {35} ... وَاللهُ عَلِيمٌحَكِيمٌ {58} ...

والسورةُ ذاتُها تُختتمُ بكلمةِ {عَلِيمٌ} لأنَّ العلمَ نورٌ وبيانٌ .... وَاللهُ بِكُلِّ شَىْءٍعَلِيمٌ {64} ...






والآن وبعد استعراضٍ لآيات السورةِ ومعانيها الدّالةِ على النور والبيان والشهادة والعلم والإبصار بشكل كبير ... نعودُ لسؤلنا في مطلعِ هذا الفصل: ما هي الـ {آياتٍ البَيِّناتٍ} المنيرة في هذه السُورةِ الكريمةِ التي تحملُ اسمَه تعالى {{ النور }}؟ ولماذا هي "بَيِّناتٍ"؟


ولماذا تناولت السورة قضية الزنا والإفك ثم قضية نور السموات والأرض، ثم آية الاستخلاف العظيمة؟ وما هي الصلة بين هذه المواضيع المتناقضة؟




سنجيبُ على هذه الأسئلة تالياً من خلال منظورِنا في التأويل، أي من خلال السنةِ الكونية بإخراجِ الشيءِ من ضِدِّهِ. فكما إنَّ الحيَّ يخرجُ من الميت، فالنورُ في النصف الثاني من السورةِ يعاكس الظُلُمات المُتمثلةِ بآيات الإفك في النصف الأول منها.



ليس هذا وحسب، ولكني سأبينُ مشكاة النور التي وردت في الآية الخامسة والثلاثين من السورة ... وهي تحديداً أرض النور والاستخلاف التي وعد الله تعالى بها المؤمنين ... وهي مبينةٌ واضحةُ المعالمِ ومذكورةٌ من أولِ كلمةٍ في السورةِ ... فلنبدأ إذن ...



فقد بيَّنا في أماكن أخرى من بحثنا أنَّ كلمتي "أرض" و "سُورة" صِنْوانِ مترادفان في المُصحفِ الشريفِ ... فاسم "سورة" مشتقٌ أساساً من السور الذي يحيط بقطعة أرض ... فـ "سورة" تعني "أرض" والعكس صحيح ...


فكما تُزيَّنُ وتُثرى الأرضُ بالثمراتِ والأنهار والجبالِ والبحار، فإنَ السُورَ تُزيَّنُ وتُثرى بالحِكَم والعِظاتِ والقصصِ الجميلةِ ... وكما توجد الأراضي المُتجاورةُ بِصفاتٍ وتضَاريسَ ومناخات ومَساحاتٍ مُتمَايزةٍ، ولكُلٍّ منها سُورٌ ورقمٌ مُحَدَدَّينِ، فسُورُ المصحفِ توجدُ أيضاً متجاورةً بصِفاتٍ وأطوالٍ مُتمايزة ....



وبما أنَّ كلمتي "سورة" و "أرض" مُترادفتان فيمكنُ إذاً استبدالُ إحداهما بالأخرى. بهذا فإنَّ:


سورة النور = أرض النور



فما هي "أرض النور" وأين تقع؟


لو أكملنا بحثنا عن الـ {آيتٍ بَيِّناتٍ} في السورةِ نَجِد أنَّه في الآيةِ 34 :


وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّناتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34)


فإذا نظرنا إلى الآيةِ التاليةِ لنبحثَ عن هذه الـ {آياتٍ بَيِّناتٍ} نَجِدُ الآيةَ العظيمةَ 35 والتي هي مِحْورُ السُورة كلِّها ...



اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، مَثَلُ نُورِهِ كمشكاة فِيهَا مِصْبَاحٌ، الْمِصْبَاحُ فى زُجَاجَةٍ، الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ، نُّورٌ عَلى نُورٍ، يَهْدِى اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ، وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ، وَاللهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ {35}


فما هي الـ {آياتٍ بَيِّناتٍ} في هذه الآيةَ العظيمةَ؟ فلنبحث إذن؟



اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، مَثَلُ نُورِهِ: مَثَلُ نوره: أين؟ في تصوراتنا؟ هذا مقبول، ولكن إذا كان سُبحانَهُ نورَ السمواتِ والأرضِ، فمن الأولى أنَّ عبارةَ " مَثَلُ نُورِهِ" تعني أنَّه تبارك وتعالى يضربُ لنا مثلاً لنوره من الأرضِ، خاصَّةً إذا علمنا أنَّ سُورةَ النور هي الوحيدةُ في المُصحفِ والتي تبدأ بكلمةِ "سُورة" والتي ترمز كما أسلفنا إلى "أرض".


فالمثل يكون أبلغاً في التوضيح والبيان والحجة إذا ما تجسد وظهر ...



فيصبح معنى العبارة إذن: {اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ في الأرض}.






إذاً لنبحثْ عن مَثَلِ نورِهِ سُبحانَهُ في الأرض ...


إذا نظرنا إلى خريطةِ الأرضِ، نجِدُ جزأين أسَاسِيينِ. الأوَّلُ هو مجموعُ القاراتِ أسيا وأوروبا وأفريقيا والثاني يمثلُ الأمريكيتين. الجزءُ الثاني هو الأمريكيتين .... بهذا التعريفِ للأرضِ لِنُكْمِل بحثنا عن الآياتِ البيناتِ في الآيةِ المحوريَّةِ 35 ...


مَثَلُ نُورِهِ كمشكاةٍ: المشكاةُ حُفرةٌ في الحَائطِ يُوضَعُ فيها (المصباحُ) لتزدادَ إنارتَه. إذا نظرنا إلى خَريطةِ الأرضِ وقاراتها كما لو كانت حَائطاً واحداً وبَحثنا عن "حُفرةٍ" بها - أي مشكاة - لوجدنا أنَّ أكبرَ حُفَرِِِها هو حوض البحر الأبيضِ المتوسط. فهذه هي المشكاة في الأرض ...


فِيهَا مِصْبَاحٌ: في الحقيقةِ، هذه المشكاة تشبهُ في شكلِها في الحقيقةِ المصباحَ ... نورٌ ولهيبُ شمعة ...


فيكونُ رأسُ المصباحِ (الشمعةِ) هو مناطقُ فلسطينَ والشامِ، بينما قاعدةُ المصباحِ (الشمعة) عِند مَضيقِ جَبل طارِقْ، إذ يتصلُ ماءُ البحرِ "الأبيضِ المتوسط" بماءِ المحيطِ الأطلسي عن طريق مَمَرٍ ضيقٍ (فَتِيلةٍ) ، والذي يَمدُّ المصباحَ بالوقودِ ألَّانهائي ...



الْمِصْبَاحُ فى زُجَاجَةٍ، الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ: الزجاجةُ هي رِمالُ شواطئِ البحرِ الأبيضِ المتوسطِ، وهي متميِّزة في الحقيقةِ عن غيرِها من الشواطئِ بكونِها رَمْليَّةً جِيريَّةً بيضاءَ لامِعَةً دُريَّةً، ولِذَا سُميَّ البحرُ المُتوسِطُ بـ (الأبيضِ) من قِبِلِ العُثمانيين. وكحَقِيقَةٍ علميةٍ فإنَّ مادةَ الزجاجِ والرملِ يتشابهان من حيث أنَّهما يتركبانِ أساساً من عُنْصُر السيلكون ... فالزُجاج ما هو إلا رملٌ مَصْهُورٌ ومُصَاغٌ ...



يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَاركةٍ زَيْتُونِةٍ: ومن المعْلُوم أنَّ شجرةَ الزيتونِ تنبتُ طبيعيَّاً وبوفرةٍ على محيطِ هذا البحر من المغربِ العربيِّ وإسبانيا غرباً إلى فلسطينَ والشامِ شرقاً ...



لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ: وهذه العبارةُ تُحَدِدُ مَركزَ هذا النورِ تماماً بالنسبة للقاراتِ الثلاث (الأرض). فهيَ ليستْ شرقيةً بالنِسْبةِ للأرضِ فتقعُ في الصينِ أوسيبيريا مثلاً. وهيَ ليستْ غربيَّةً بالنِسْبةِ للأرضِ فتقعُ في إسبانيا والمغربِ العربيِّ ... فلابدَّ وأنْ تكونَ هذه الأرضُ في المُنتصفِ الجُغرافيِّ، فهي بالتحديدِ أرضُ فلسطينَ المُباركةِ إذاً ...



يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ: وزيت شجرة الزيتون وخشبها معروف بشدة لمعانه وجماله عند الإشتعال.


نُّورٌ عَلى نُورٍ:

فهذه الأرض نورٌ لأنها مباركة من عنده تعالى، وعليها يسكن أهل فلسطين المباركين ببركة هذه الأرض ومائها وما عليها وما تحتها ... فسكانها نور يسكن على نور هذه الأرض المباركة.

يَهْدِى اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ، وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ، وَاللهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ{35}


فمثلُ الله تبارك وتعالى في الأرض مثل مُبينٌ واقعٌ حي نابض وملموس ... فكُلَّ ما عليك للتأكدِ مما ذهبنا إليه، هو النظرُ إلى الخريطةِ لتجدَ أنَّ أرضَ فلسطينَ المباركة هي التي تُحققُ الآيةَ الكريمة تماماً، فهي في رأسِ الشمعةِ (المصباح) والذي هو البحر الأبيضُ الدري المتوسطُ، والذي تتكونُ شواطئُه البيضاءُ من الحجرِ الجيري المتلألئِ ،


وتقعُ (فلسطين) أيضاً في أحدِ مصادرِ الزيتونِ في العالمِ، وهي ليست شرقيةً ولا غربيةً، بل تقعُ تماماً في وسطِ القاراتِ الثلاث ... هي في قلب الشرق الأوسط ، الذي هو في قلب الأرض ...


هذه الأرضُ المباركةُ هي مثلُ اللهِِ تباركَ وتعالى في الأرضِ ... ولهذا هي مباركة ... وهي آيةٌ بيِّنَةٌ كما النور يتلألأ من بطون الظلمات ... وكما الطهارةُ نقيةٌ ناصعة البياض تبانُ وتظهرُ من بطون الخطايا والرذيلات ...


ومدينةُ القُدس تقعُ في مركز هذه الأرض المباركةِ ولذلك فاسمها مُشتقٌ من طهارةِ ونورِ الأرض ... وحولها جبلُ الطورِ الذي أقسمَ به عزَّ وجلَّ ... وبه تجلى سُبحانَهُ لمُوسَى عليهِ السلام ... وهي الأرضُ التي كثيراً ما وردَ في المُصحفِ أنَّها مباركةٌ ... بل إنَّ جبلَ الطورِ ذاتَه هو رمزُ اللهِ تعالى ومثله بين الجبالِ كما بيَّناه عند دراسةِ سُورةِ الطور ...



فتأمل في قوله تعالى:

وَنَجَّيْناهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتى بارَكْنَا فِيهَا لِلْعالَمِينَ {الأنبياء: 71}

فهي إذن نور وبركة وقدسية للعالمين ... كيف لا وهي مثل نور الله تبارك وتعالى في الأرض.



والأحاديث النبوية في فضل أرض فلسطين متواترة، منها:

طُوبى للشام، فقلنا لأي ذلك يا رسول الله؟ قال لأنَّ ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها. وفي حديثٍ آخر: اللَّهُمَّ باركْ لنا في شامِنا، اللهمَّ باركْ لنا في يمَنِنا ...

وفي حديثٍ آخر: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام).

بل ومراجعةً لتواريخِ الأُمَم والحضاراتِ، نَجِدُ أنَّ الأُمَّة المُسيطرةَ على العالم في زَمَنِها لابدَّ وأنْ تكونَ هذه الأرضُ المقَدَّسةُ تحت سيطرتِها وإدارتها. فكما هو الحالُ الآن يسيطرُ اليهودُ والأمريكانُ عليها وعلى العالم كلَّه، ومن قبلهم بريطانيا والعثمانيون والعباسيون والأمويونَ والرومان، وهكذا كان الوضعُ لجميع الأُمَمِ التي سيطرتْ على العالم في الحضاراتِ السابقةِ ...


فمن سيطر على القدس، سيطر على العالم ... لذلك نجد أنَّ الغرب زرع الدولةَ الصهيونيةَ، ليس للتحكم بفلسطين وحسب، بل للتحكم في العالم كلِّه من خلال نورها وبركتها ومركزيتها ... كيف لا وهذه الأرض المباركةُ هي مثل الله تبارك وتعالى في الأرض؟



وهذه الأرض آية مبينة لأنَّها أرضُ فلسطينَ التي تُرَى وتَبانُ لكلِ العالمين ... فهي في وسَطِ الأممِ وقَلبِهم بأحداثِها التاريخيَّةِ والسياسيَّةِ والدمويَّةِ .... فهي مُبينةٌ بالمعنى الحرفيِّ للكلمات ... فهل خلت الأخبار يوما واحدا من أخبار فلسطين وأهلها ؟




بل إنَّ هذه الأرضَ وعلى مدار التاريخ كانت ولا تزالُ ً تُرْوَي بدماءِ الشهداءِ وهم من خيرةَ أهلِ الأرضِ، فكأنَّ دمائَهم الزكيةَ الطاهرةَ تُنيرُ نورَ الله تعالى في أرضهِ.



بالتحليل السابق نجيبُ الآن على الأسئلة التي قدمناها عند بداية دراسة الموضوع:






أولاً:

هذه السُورةُ الوحيدةُ من المُصحفِ المستهلةُ بكلمة "سُورة" لأنَّ كلمة "سورة" تعني "أرض" ولأنَّها "سورة النور" يكون معنى اسم السورة هو "أرض النور" .... وأرض النور هذه تم تحديدها بالدقة في آية النور العظيمة الخامسةِ والثلاثين ...




ثانياً:

لم يأتِ ذِكْرُ فرضِ سورةٍ بعينها إلا هنا في سورةِ النور {سُورَةٌ أَنزَلْنهَا وَفَرَضْناهَا} لأنَّ "سورة النور" أي "أرض النور" مفروضة على الناس ... فأرض فلسطين وقضيتها كانت ولا تزال ولن تزال شغل الناس الشاغل، من سياسيين إلى مفكرين إلى عسكر إلى عامة الناس ...

وهي أرض الميعاد والاستخلاف التي وعد الله تعالى بها المؤمنين ... وما هذا إلَّا الوعدَ الإلهيَّ بتحرير أرض فلسطين المباركة ...






ثالثاً:

جاء ذكرُ الـ {آياتٍ بَيِّناتٍ} في الآية الأولى وفي الآية 18 ثم في الآية 34 في إشارةٍ إلى أنَّها أي الـ {آياتٍ بَيِّناتٍ} بينات بنورها وهو ما أثبتناه إذ وضحنا أنَّ آية النور العظيمة 35 {الله نور السماوات والأرض ...} إنَّما تحدد تماماً أرض فلسطين المباركة المنيرة المقدسة ... فهي بينة تماماً ...






رابعاً:
تُسْتهَلُ سورة {النور} والذي من معانيه التقَدَّسُ والطهارةُ بذكر الإفك في إشارةٍ وتأكيدٍ للسنةِ الكونية المتمثلة بإخراجِ الشيء من ضده، فكما إنَّ الحيَّ يخرجُ من الميت، فالنورُ يخرجُ من الظُلُمات والهدى من الضلالات ...

وكذلك فإنَّ النصر والتمكين لأمَّةِ الإسلام بعد تخلف وجهالات ...

لهذا، أي لإخراج النور من الظلمات وتخصص هذه السورة في هذا الشأن، نجد أنَّ الظلمات الشديدة ارتبطت بالنور في الآية 40 من السورة:

أَوْ كَظُلُماتٍ فى بَحْرٍ لُّجى يَغْشاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ







تكرار كلمتي "النور" و "لولا" في سورة النور بواقع سبعة مرات:


لو نظرنا إلى سورة النور والتي تُمَثلُ أيضاً أمرَ الله وفرضَهُ نجِدُ أنَّ كلمةَ لولا وَرَدَت فيها 7 مراتٍ. مع العلمِ أنَّها وردتْ 75 مرةً فقط في جميع المُصحفِ! ولم تردِ الكلمةُ بهذا الترددِ والتكرارِ في أية سورةٍ أخرى ...



كذلك فكلمة نور وتصاريفها وردتْ في السورة 7 مراتٍ، مع العلمِ أنَّها وردتْ 43 مرة في المُصحفِ، بحيثُ كان نصيبُ سُورةِ النورِ الأكثرَ.


إن تكرار مفردات لولا و النور في سورة النور بهذا الشكل الكبير بما لا مثيل له في جميع المصحف يُدَلِّلُ على ما نقول به من علاقةٍ بين النور وأمرِ تعالى الذي لولاه لضل الناس جميعا ...



ولأنَّ الرقمَ 7 يَرمزُ لأمر استخلاف ذرية إبراهيم كما فصلناه في مقال مستقل، فيكونُ معنى هذا التِكْرارِ في سُورةِ النور هو أنَّه لولا رحمتُه سُبحانَهُ بخلقِه لما أنزلَ عليهم الأمر (7) وهو دعوةُ إبراهيمَ باستخلافِ ذُريَّته وتحديداً محمد المبعوثِ رَحْمةً ونوراً للعالمين ...



فقد تكَلمنا في مقال منفصل عن الحكمةِ من تركِ إبراهيمَ لهَاجرَ وإسماعيلَ عليهمُ السلامُ في وادٍ غيرِ ذي زَرعٍ. وفيما يلي نتحدثُ عن الحِكْمةِ من أمرِهِ سُبحانَهُ لإبراهيمَ بذبحِ إسماعيلَ وفِديَته بكبشٍ في اللحظةِ الأخيرةِ وعلاقة هذا الأمر بسورة النور.


سيقالُ أنَّ الغرضَ هو الابتلاءُ. هذا صحيحٌ، ولكنَّ الابتلاءَ منه سُبحانَهُ لابدَّ وأنْ يكونَ لسببٍ وحِكْمة! فالمرضُ ابتلاءٌ والحِكَمُ منه متعددةٌ، فالمريضُ يلجأُ لله سُبحانَهُ، ويعرفُ نعمةَ الصحةِ، ويتعلمُ الطبَّ للتداوي فيشعُرَ بقُدرةِ الله تعالى وإبداعِهِ فيعبُدُهُ حقَّ عبادته. فما الحِكْمةُ إذاً من الأمرِ بالذبحِ ثُمَّ الفديَّةِ في اللحظاتِ الأخيرة؟



للجوابِ على هذا السؤالِ لنفترضْ أنَّ إبراهيمَ ذبحَ إسماعيلَ فِعلاً، فماذا سَيكُونُ الوضعُ عِندئذٍ؟ ستنتهي سُلالةُ إبراهيمَ في مكةَ بمجردِ الذبح. وسَتتركُ مكةَ وما حولها للشركِ والمشركين. وسيكونُ وضعُها كما هو وضُع بعض القبائل النائيَّةِ من العالم (القبائلِ الأستراليَّةِ مثلاً أو قبائلِ الأمازون) من حيثُ الضلالِ البعيدِ والشركِ والوثنيَّةِ العمياءِ، وذلك لأنَّ مكةَ وما حولها تفتقدُ المُقوِّمَ الرئيسَ للحَياةِ، ألا وهو الماء وبالتالي ستكونُ بعيدةً عن الرسالاتِ التي طالتِ الأُمَمَ الأخرى. وأخيراً ستعُمُّ الوثنيَّةُ في الجزيرةِ العربيَّةِ، والتاريخُ أصدقُ دليلٍ على هذا ... فما أنْ تترك أية أمة إلا وضلت ...



أمَّا أهلُ الكتابِ والأُمَم الأخرى من جِهَتهم فقد ضَلُّوا وحرَّفُوا كُتبَ اللهِ تعالى. وبهذا سَيعُمُ الظلامُ الأرضَ كلَّها إلى أنْ تقومَ الساعة والأممُ مُوغِلةٌ في ظلماتِها، فيحقُّ العذابُ على الناسِ أجمعين ...




إلّا أنَّه سُبحانَهُ أمرَ أنْ يكونَ استخلافُ سَلالةِ إبراهيمَ في مكةَ رَحْمةً مُهداةً للعالمين. ولولاها لعمَّ الفسادُ جميعَ الأرضِ إلى يومِ القيامةِ، وهذا مِصداقاً لقوله تعالى:


ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون (105)
إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين (106) وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين {الأنبياء: 107}



والزبور تعني الكتبَ المرسلةَ القديمةَ. فيكونُ معنى الآيةِ: بعدَ الذِّكْر (أي التذْكِير) الذى يأتي به محمد من ذُريَّة إبراهيم، ستورثُ الأرضُ للمسلمينَ، وبهذا تتمُّ الرَّحْمةُ للعالمين ... فالمكتوبُ في الزبورِ هو وعدُهُ سُبحانَهُ لإبراهيمَ باستخلافِ ذُريَّتِهِ الأرضَ ... هو نفسه الوعدُ الذي جاءَ ذِكرُهُ في الآيةِ 124 من سورةِ البقرةِ:


وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)


وكذلك قولُه تعالى:
... وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ ءَايَتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {ءال عمرن : 103}


إلَّا أنَّه سُبحانَهُ أرسلَ برَحْمةٍ منه سيِّدنا رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم من بطنِ الظلماتِ والشركِ والوثنيَّةِ، ليبعثَ النورَ في الجزيرةِ العربيَّةِ، ومن ثمَّ في أرجاءِ المعمورة.


فالحِكْمةُ إذاً من الذبح والفديَّةِ في اللحظاتِ الأخيرةِ هي الإخبارُ بأنَّ محمداً ما أرسلَ إلَّا رَحْمةً للعالمين، وأنَّه لولا لطفُه تعالى بالناسِ لتركَ إبراهيمَ يُتِمٌّ ذبحَ إسماعيلَ، فَيُطفأ نورُ اللهِ تعالى للعالمين، فيحقُّ عليهم الضلالُ ومن ثَمَّ العقاب إلى يومِ الدينِ ...


فأمرُ الله تبارك وتعالى باستخلافِ ذريَّةِ إبراهيمَ إنّما هو نورٌ من عندِه ورَحْمةً للعالمين. وهذا النورُ مَحْضُ رَحْمةٍ من عنده تعالى وليس استحقاقاً للبشر ...


لذا فسورة النور التي تُمَثلُ أمرَ الله وفرضَهُ نجِدُ أنَّ كلمةَ " لولا " وَرَدَتْ فيه 7 مراتٍ.



كذلك فمن الأدلةِ على أنَّ سُورةَ النورِ إنَّما هي "نورُ أمرِ استخلافِ ذُريَّةِ إبراهيمَ" وأنَّه لولاها ضلَّ العالمين إلى يومِ الدينِ، هو أنَّ السُورةَ التي تتبعها هي "الفرقان" ... والتي تُسْتهَلُ بقولِهِ تعالى : تَبَارَكَ الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالمينَ نَذِيراً ... فالفرقانُ هو النورُ الذي يُميِّزُ بين الحقِ والباطلِ ... وهو ما جاءَ به الرسول الكريم ...



ومن الملفتِ أيضاً أنَّ النورَ في الطبيعةِ ينقسمُ إلى 7 ألوان، وهي المعروفةُ بألوان الطيفِ السبعةِ ... فـ " النور" هو الأمر 7، وهو كما أسلفنا الرحمةُ المهداةُ للعالمين. تأكيداً لهذا، لاحظ أنَّ سُورةَ النور تُستهلُ بقوله تعالى: سُورة أَنزَلْنهَا وَفَرَضْناهَا ... والفرضُ أمرٌ ...



تسلسل مواضيع الظلمات في سورة النور، ثم أمر الله تعالى بالخروج منها إلى النور، ثم الملك والخلافة للعباد الصالحين وتحديداً استخلاف الإسلام الأرض إنَّما هو سنة كونية تتمثل بإخراج الشيء من ضدِّه قد تكلمنا عنها بالتفصيل في عدة أماكن أخرى من بحوثنا ...





والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد المحمود
وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الخلود


.
منقووووووووووول
abdeallha
abdeallha
Admin

المساهمات : 153
تاريخ التسجيل : 03/03/2012
العمر : 74
الموقع : http://abdeallha-ghoni.ucoz.com/

http:// http://abdeallha-ghoni.ucoz.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى